تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

من الشبهات المثارة حول الإسلام في هذا العصر شبهة تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بعدة زوجات فقد اعترض بعض الملحدين على زواج الرسول صلى الله عليه وسلم وادعوا أن النبي استباح لنفسه عددا من الزوجات لم يبحه لأتباعه وادعوا أن فيه دليل على أن النبي كان شهوانيا وحاشى لله أن يكون كذلك، حيث إعتقد هؤلاء أن النبي صلى الله عليه وسلم خالف الشرع وهذا من المحال طبعا ،
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي وضح لنا شرعنا وبينه لنا ، فكيف نقبل توضيحه في مسائل ونرفضه في أخرى؟! ، فإن هذا الانتقاء العشوائي غير مصحوب بدليل واضح وتبقى دعوى دون برهان إلا أن يكون صاحب الشبهة يدعي أنه يتلقى الوحي مع النبي أو أنه أعلم من النبي صلى الله عليه وسلم بالتشريع !! ولنستيقن أن واضع الشبهة صاحب منهج انتقائي لا غير ، نذكره أن الرسول صلى الله عليه وسلم انفرد بجملة من الأحكام الخاصة التي لم تشاركه فيها أمته ومنها أن التهجد وقيام الليل كان فريضة عليه ، الأخذ من أموال الزكاة والصدقات كان محرما عليه ، الوصال في الصيام كان مباحا له ... إلخ ... فلماذا يذكر الملحد أمرا شرع للنبي وحده ولا يذكر أمورا أخرى تكون حجة عليه؟ وإذا كان ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم مختلقا فلماذا يفرض على نفسه صلاة الليل ولماذا لم يأمر له بالزكاة والصدقة ولماذا يصل الصيام ؟ أم أن الملحد يدعي أن فيها شهوة أيضا ؟!
إن الملحد يقر أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى تشريعا دون أن يدري ، وسأفصل الأمر أكثر ليقتنع إما بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو يترك هذه الشبهة جانبا ولا يعيدها وأحلاهما مر. إن تعدد الزوجات كان شائعا بين العرب والعجم في ما قبل ، حيث كانوا يتزوجون ما شاؤوا من النساء دون قيد محدد ومن المعلوم أن الملوك في ما قبل كانوا يبنون البيوت الكبيرة لنسائهم والتي تتسع إلى العشرات منهن وكانوا يقدمونهن كهدايا للملوك الأخرى أيضا !! ، فإذا كان الأمر مباحا قبل الإسلام وإن كانوا يدعون أنه رجل "شهواني" كما يختلقون ، فلماذا حدد التعدد ؟؟ ولماذا جعل لها قيودا وضوابط ؟؟ ولماذا فرض الحجاب على المرأة ؟؟ بل ولماذا حرم الزنا ؟؟ ومن المعروف أن المجتمع الجاهلي ممتلئ بشرائح الزانيات اللاتي كن يضعن لبيوتهن رايات ليعرفها طلاب المتعة المحرمة !! فترى الملحد من المذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، فتارة يصفونه أنه متعصب بدعوى فرض الحجاب وستر المرأة وغيرها مما فرض على المرأة وتارة يصفونه أنه صاحب شهوة ، وحاشاه صلى الله عليه وسلم من هذا وذاك ، فقد بلّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح للأمة

أنّى لهم أن يقولوا هذا الإفك المبين والثابت من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان صاحب الأخلاق العظيمة التي شهد له بها كل قريش وكان يلقب بالصادق الأمين ، والمشهور عنه أنه لم يتزوج إلا في الخامسة والعشرون من عمره بإمرأة ثيب تفوته بـ15 سنة ! أفي ريعان شبابه يفوت الزواج ببكر ويفوت ما كان يفعله القرشيون آناذاك من محرمات ومن لهو وطرب وهو في مقتبل عمره ثم يرمونه بالشهوانية ! فهذا يبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما تزوج إلا بأمر إلاهي وما تزوج إلا لحكمة فمنها ماهو تعليمي للأمة ومنها ماهو تشريعي ومنها ماهو إجتماعي ومنها أيضا السياسي ، فهو أمر إلاهي محض ، وكانت البكر الوحيد التي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم هي عائشة ! ثم يدعون أنه طالب شهوة !! ويكفيهم قول العالم كارليل في هذا المعنى : ( لم يكن محمّد من الساعين نحو إشباع رغباتهم الشخصية ، لكن الأعداء اتهموه بذلك ظلماً وعناداً ، لقد كان محمّد زاهداً في ملبسه ، ومأكله ، وسكنه ، وفي جميع جوانب حياته ، وكان كثيراً ما يكتفي بالخبز والماء ، ولعل الشهور تمضي وهو لا يضع على النار قدراً ، أليس من الظلم والتعسّف أنّ يقوم البعض باتهامه ، بأنّه كان يسعى نحو إشباع رغباته وملذاته الدنيوية)
وهذا رابط يثبت بالأدلة القاطعة أن الحبيب صلى الله عليه وسلم لم يكن تعدد زوجاته لأجل الزواج وطلب المتعة كما يدعون وإنما كانت كل زوجة لحكم تشريعية يقرها كل منصف عاقل (موقع بن مريم).  الغريب أن نقر أن الشهوة الجنسية في الإنسان تكون في أشدها في العشرينات من عمره ثم نخالف هذا القول ونغض الطرف عنه لنجعلها في الخمسين من العمر ! ومن المعلوم أن هذا السن تنطفىء فيها جذوة الشهوة وتنام فيه الغرائز، وتقل فيها الحاجة الجنسية إلى الأنثى لا سيما إن كان هذا الرجل قائم على أمة بأكملها مسيرًا وقاضيًا ونبيًا مشرعًا وحاكمًا وقائد جيش والأهم من هذا أنه عابد زاهد يتجافى جنبه عن مضجعه راجيا ربه داعيا إيّاه في كل حين بل كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه صلى الله عليه وسلم ! ثُمّ ينسبونَ له هَذه التُهم القَبيحة التي نفر منها المستشرق المنصف رغما من طيور التبعية من الملحدين عندنا الذين يهرفون بما لا يعلمون. يقول المستشرق سمث : ( استطاع الإسلام أن يصون المرأة ويحفظها من الوقوع في الزنى ، وذلك من خلال النظام الأخلاقي الذي شرّعه لعلاقة الرجل بالمرأة ، بينما نجد العكس في الدول الأخرى غير الإسلامية ، حيث تعتبر النساء الزانيات طبقة معترف بها من طبقات المجتمع ، لها حقوقها واحترامه)
بعد أن وضحنا أن التعدد هو تشريع ، نسأل الملحدين فنقول : هل تعتبرون أن من يقضي "شهوته" - كما يدعون-  في الحلال يعاب على ذلك ؟ ثم هل تستطيعون أن تثبتوا أنه أمر محرم بالأدلة الشرعية ؟ إنكم الآن تناقشون أمورا فقهية في الإسلام فلا بد أن يكون لكم موضع قدم فيها حتى تستطيعوا المجادلة فيها وهيهات أن يكون لكم فيها شيئ إذ أنكم لا تملكون إلا تلقف القول فتطيرون به إلى أصقاع الدنيا وإن كان باطلا ، كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا ، فإذا أردتم تبيين الأمر من منظور فقهي فالتزموا بالأدلة والحجج لا مجرد التنظير فقط ! وهل في منطقكم الإلحادي مانع واحد من التعدد ؟! إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي غيرك بالحجارة فإن منطقكم القائم على نظرية فرويد الجنسية الحيوانية تخول لكم أن تتزوجوا مئة منهن بل ولا مانع عندكم أن تعدد المرأة !! نعم ، هذه هي حريتكم فاضربوا بها عرض الحائط فلا حاجة لنا بها، إن أمركم هذا ذكرني بالمثل القائل رمتني بدائها وانسلت ، ففي إلحادكم هذا كل شيئ ممكن وكل شيئ مباح ولا محضور ، أما بالنسبة للنصارى فإني فضلت عدم الاكتراث لكلامهم وأكتفي بنصيحتين لهم ، الأولى اقرؤوا كتبكم قبل أن تتكلموا ، الثانية إذا لم تستحي فافعل ما شئت ، فإما أن تعترفوا أن كتابكم المقدس فيه شبهة وإما أن تكفوا عن دعواكم التي تطعن في كتابكم أيضا ، وكلا السبيلين حالك على من ابتغى الفتنة.
عن عائشة - رضي الله عنها قالت: "لما أُمِر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بتخيير أزواجه بدأ بي فقال: ((إني ذاكرٌ لك أمرًا فلا عليك ألاَّ تعجلي حتى تستأمري أبويك))، قالت: قد علم أن أبويَّ لم يكونا ليأمراني بفراقه قالت : ثم قال إن الله عزَّ وجلَّ  قال : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا
قالت : فقلت: في أيِّ هذا أستأمِر أبويَّ؟ فإني أريد اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرةَ، قالت: ثم فعل أزواج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم مثل ما فعلت"

فإن كان هذا الزواج قد أباحَه الله تعالى وتَمَّ برضا الزوجات جميعًا، فمَن ذا الذي له الحق أن يعترض؟ ومن أيِّ جهة يعترض؟ عجيب هذا الموقف ! زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعترضن في حين يقف ملحد معترضا على الأمر!!
في الأخير أورد ماقالته "آنّي بزانت" حيث قالت مدافعة عن الإسلام: (تتظاهر الدول المسيحية وبشدّة بالزواج من امرأة واحد هذه الدول تطبّق نظام التعدّد في الواقع العملي ، وبشكل مخفي عن طريق العلاقات غير المشروعة ، بينما يعتبر الإسلام مثل هذه العلاقات محرّمة وغير قانونية)

مع تحيات صفحة ؛ الرد الصارخ على الشبهات


رابط مهم يفند عدة شبهات حول زواج النبي صلى الله عليه وسلم 
اضغط هنا