الدعـــاء و اتخاذ الأسباب

المعلوم أن في الإسلام لا تكون الإستجابة لدعاء إلا مع إتخاذ الأسباب و هنا يقول الملاحدة إذا كان قد وقع إتخاذ الأسباب فعلاما الدعاء و الأسباب كافية لتحصيل النتيجة؟
و نضرب مثلا لقولهم
مثلا لو طالب علم إجتهد في دراسته و ذاك من الإتخاذ بالأسباب فعلاما يدعو الله و إجتهاده يكفيه لإجتياز الإختبار بنجاح

 
و نرد و الله المعين

أولا الإتخاذ بالأسباب على حسب القدرة فمن الممكن و مع الإتخاذ بالأسباب لا يصل المرء إلا المرتبة المرجوية. الملحد يقف عاجزا و لكن نحن لنا ربنا ندعوه و يستجيب ما دمنا عملنا على الإتخاذ بالأسباب و أخلصنا النية و استعنا بالمقصود
و إن ضربوا هم ذاك المثال المبسط فنحن نضرب مثال لمحور حياتنا و علاقتنا مع ربنا
فنحن في إمتحان و معلوم عندنا و مهما بلغ المرء من عمل فلا يدخل الجنة إلا برحمة الله و كيف لا نستجدي رحمة الله بالدعاء؟

ثانيا الدعاء سبيل لتهييء الظروف فهو يمنع القضاء و يجعل الله اليسر و بذلك تلاؤم الظروف و يكون تحصيل المراد و أهم هذه الظروف التي يهيئها الدعاء هي الراحة النفسية و الطمأنينة التي تبعث في النفوس...مثلا فقد يتخذ المرء أسباب النجاح الدراسي لكن يوم الإمتحان يبتلى بمرض و ها قد اتخذ بالأسباب و رغم ذلك كان الرسوب مآله

ثالثا قول أن الإتخاذ بالأسباب في المطلق خطئ فالفرد قد يصادف مواقف لا يكون بيده حيلة و هنا..قال تعالى: أمن يجيب المضظر إذا دعاه و يكشف السوء

رابعا الدعاء له مقابل إما في الدنيا بتحقيق الطلب أو برد بلاء أو جزاء في الجنة ففي كل الحالات لدعاء مقابل و ما يفرط من عمل المرء شيء

خامسا تجارب الناس دليل فغالب من آمن بالله له قصة مع الدعاء فما أخلص عبد الدعاء إلا و استجاب الله له و أعطاه من فضله و عظيم كرمه...بل و أكثر من ذلك حتى عدم إستجابة الدعاء أو أقول عدم تحقق الطلب دليل و ذاك أن المرء مع أخذه بالأسباب لم يحقق المراد و بذاك الأخذ بالأسباب بمعزل عن الإستعانة بالله لا يجدي نفعا إلا بحكمة من الله

سادسا الجهد الذي علينا أكثر من الملحد الذي عليه بإتخاذ الأسباب الدنيا فنحن فمع ذلك علينا بإتخاذ أسباب الإستجابة من تخير للوقت و الصبر و الإلتزام بآداب الدعاء..هذا الجهد فضلا عن أجر الآخرة فهو سبيل المتعة بالأنس بالله سبحانه جل في علاه

هذا و ما كان من توفيق فمن الله وحده و ما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمني و من الشيطان