يرفض الملحدون فكرة الحكم بالشريعة الإسلامية ودمج الدين بالسياسية في القرن الحالي فملؤوا الدنيا صخبا وعويلا بأن الدين الإسلامي لا يصلح لعصرنا بحجة الرجعية والتخلف، ودون مناقشة شريعة الإسلام وما يرمي إليه هذا الدين، والعجب كل العجب لما يكون هذا الصخب ممن ادعى الإسلام فآمن قولا و ترك فعلا (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
نستهل الرد على الملحدين ؛
يقوم الإسلام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ما شاء الله تعالى على مجموعة من القواعد والنظم التي أقام عليها صرحا منيعا لتشريعاته القويمة المتماسكة فالدين الإسلامي هو دين علمي عملي يشتمل على أحكام وشرائع متمثلة في قواعد أساسية لا تختلف باختلاف الزمان والمكان فالظلم الذي حرمه الاسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هو الظلم ذاته الموجود في زماننا هذا، كذلك لا يختلف الظلم من بلد لآخر فمحال أن يكون الظلم أمرا مقبولا في وقت من الأوقات ! وعلى هذا قس بقية الأحكام في الإسلام. فقد حرم الإسلام الظلم وشهادة الزور والخيانة وإخلاف الوعد والسرقة والزنا وقتل النفس بغير حق وإثارة الفتن وغيرها من المحرمات التي يتفق عليها العقلاء أنها من أسباب هلاك الشعوب. ولضمان السير على هذا النهج شرع الإسلام مجموعة من الحدود المتعارف عليها بآيات القرآن وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فالإسلام نظام واضح فقد حرم كل ما يمكن أن يهوي بالمجتمع والقاعدة التي أرساها الإسلام أنّ ما أدى لباطل فهو باطل. إذا، الإسلام شرع مجموعة من القوانين وقضى بتعزير من يخرج على هذه التشريعات وهذا ما يعبر عنه بلغة العلمانية القانون والعقاب. فإن كان الإسلام أرسى قاعدة ما أدى لباطل فهو باطل فما الذي ينقم منه الملحدون إلا أنهم يدافعون عن باطل ؟! لا يضيرهم شيء إلا أن الإسلام حرم ما تهوى أنفسهم لذلك محال أن تجد ملحد حرم على نفسه زنا أو خمور أو غيره فالحياة قصيرة بالنسبة إليه وهدفه الوحيد هو التمتع فيها فحالهم كعابر سبيل مر بأشجار واحة مثمرة لا رقيب عليها فجعل يقطف ما يجده وما هو في هذا الحال إلا لص ينهب ما وجد قبل أن يمر ولكن هيهات فإن للحياة رقيب حسيب سيلاقيه يوم الدين، فلا تحسب أن السارق والملحد سيوافقك على قانونك وشريعتك فتبرير أفعاله وتأويل التشريع ونقده مقدم عنده عن الاعتراف بالذنب. وحتى لا يقع الانحراف داخل المجتمع وضع الإسلام مكانة خاصة للأخلاق وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على الاتسام بها والهدف من ذلك هيكلت المجتمع من الداخل لتهيئة المجال لقيام حضارة إسلامية متماسكة فالأخلاق أساس الحضارة وهذا ما تؤكده الدراسات الحديثة وما يؤكده أيضا التاريخ فالمجتمع القائم على السرقة كاحتراف والزنا والعهر كمتعة والسكر كلهو والرشوة كتجارة والكذب والسب والشتم والحقد داخل المجتمع كديدن لا ينتظر منه انطلاق حضارة ولا حمل رسالة، ولا شك أن زواله وتلاشيه يكون على الأبواب، والعدو الذي طرق الأبواب هو زوال الأخلاق. كل هذا أوحي للرسول صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة سنة فوضع الشارع رادعا للانحراف الأخلاقي. في حين أنك تجد الإلحاد لا يزال يتخبط في تعريف الأخلاق وحدودها وفي الحريات وضوابطها لذلك ستجد بلا شك تخبط في الأفكار بين أهله والحال لا يستقر البتة أما الإسلام فإن قوانينه وتشريعاته مقبولة تماما بين المسلمين ولا مجال لرفضها أو تحويرها أو حتى المراء فيها فقد حسم الأمر منذ أكثر من 1400 سنة لذلك ستجد التسليم والامتثال لأمر الله باديا بين المسلمين ويكون الحال مستقرا داخل المجتمع وسيكون الظالم محاسبا لنفسه قبل الوقوف بين يدي القاضي، ولا يوجد اختلاف في الخطوط العريضة المتمثلة في مقاصد الشريعة الاسلامية ولا في القواعد الفقهية التي تبين هذه المقاصد كما أن علماء الدين يتفقون عليها ورغم الاختلافات البسيطة في ما نزر من الأحكام وكيفية تطبيقها إلا أنه يبقى شيء يسير ويبقى الاتفاق في الأصل ويتبين لك البون الشاسع إذا قارنته بأفكار الملحدين فستجد الهوة سحيقة لحد يحار في ما أنتجه هؤلاء من إبداع في الانحلال الأخلاقي (راجع انتكست الفطرة في جزيرة الإلحاد). قال الله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا). أما الذين يحسبون على الإسلام والإسلام بريء منهم ممن قالوا آمنا بأفواههم وكفروا بقلوبهم فجعلوا القرآن نصا في كتاب يعلوه الغبار ما استوعبوه وما فهموا أحكامه، بل جعلوه قابل للنقد والتعديل وفي الوقت ذاته يقرون أنه من عند إله لا يخطأ ولا ينسى ولا يزل فضربوا هذا بذاك حتى بان عوار مذهبهم لمن دون سن التمييز والذي سيجد مجموعة من التناقضات فهم يؤمنون أن الله يعلم ما كان وما يكون ويعلمون أنه قادر على وضع قانون شامل عام صالح لكل زمان ومكان ولكن سولت لهم أنفسهم واستكبروا وعلوا علوا كبيرا حتى قالوا على الله وافتروا ما لو علموا قبيح ما يؤول إليه الأمر لاختاروا إحدى اثنتين فإما أن يعودوا للإسلام وينفروا مما قالوه وافتروه وإما أن يعدلوا عنه حتى لا يحتسبوا من ملة الإسلام. إن المضرة التي تكبد هؤلاء حملها على ظهورهم امتدت لتنشر سمومها داخل صرح المسلمين فصوروا لغيرهم من أهل الملل والأديان الأخرى أن الإسلام دين فيه اختلاف شديد في أبجدياته وفي قواعده الأساسية رغم أن آية واحد كفيلة بالرد على هؤلاء فيكفي أن يرد عليهم بالآية التي أسلفنا ذكرها (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
يقوم الإسلام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ما شاء الله تعالى على مجموعة من القواعد والنظم التي أقام عليها صرحا منيعا لتشريعاته القويمة المتماسكة فالدين الإسلامي هو دين علمي عملي يشتمل على أحكام وشرائع متمثلة في قواعد أساسية لا تختلف باختلاف الزمان والمكان فالظلم الذي حرمه الاسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هو الظلم ذاته الموجود في زماننا هذا، كذلك لا يختلف الظلم من بلد لآخر فمحال أن يكون الظلم أمرا مقبولا في وقت من الأوقات ! وعلى هذا قس بقية الأحكام في الإسلام. فقد حرم الإسلام الظلم وشهادة الزور والخيانة وإخلاف الوعد والسرقة والزنا وقتل النفس بغير حق وإثارة الفتن وغيرها من المحرمات التي يتفق عليها العقلاء أنها من أسباب هلاك الشعوب. ولضمان السير على هذا النهج شرع الإسلام مجموعة من الحدود المتعارف عليها بآيات القرآن وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فالإسلام نظام واضح فقد حرم كل ما يمكن أن يهوي بالمجتمع والقاعدة التي أرساها الإسلام أنّ ما أدى لباطل فهو باطل. إذا، الإسلام شرع مجموعة من القوانين وقضى بتعزير من يخرج على هذه التشريعات وهذا ما يعبر عنه بلغة العلمانية القانون والعقاب. فإن كان الإسلام أرسى قاعدة ما أدى لباطل فهو باطل فما الذي ينقم منه الملحدون إلا أنهم يدافعون عن باطل ؟! لا يضيرهم شيء إلا أن الإسلام حرم ما تهوى أنفسهم لذلك محال أن تجد ملحد حرم على نفسه زنا أو خمور أو غيره فالحياة قصيرة بالنسبة إليه وهدفه الوحيد هو التمتع فيها فحالهم كعابر سبيل مر بأشجار واحة مثمرة لا رقيب عليها فجعل يقطف ما يجده وما هو في هذا الحال إلا لص ينهب ما وجد قبل أن يمر ولكن هيهات فإن للحياة رقيب حسيب سيلاقيه يوم الدين، فلا تحسب أن السارق والملحد سيوافقك على قانونك وشريعتك فتبرير أفعاله وتأويل التشريع ونقده مقدم عنده عن الاعتراف بالذنب. وحتى لا يقع الانحراف داخل المجتمع وضع الإسلام مكانة خاصة للأخلاق وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على الاتسام بها والهدف من ذلك هيكلت المجتمع من الداخل لتهيئة المجال لقيام حضارة إسلامية متماسكة فالأخلاق أساس الحضارة وهذا ما تؤكده الدراسات الحديثة وما يؤكده أيضا التاريخ فالمجتمع القائم على السرقة كاحتراف والزنا والعهر كمتعة والسكر كلهو والرشوة كتجارة والكذب والسب والشتم والحقد داخل المجتمع كديدن لا ينتظر منه انطلاق حضارة ولا حمل رسالة، ولا شك أن زواله وتلاشيه يكون على الأبواب، والعدو الذي طرق الأبواب هو زوال الأخلاق. كل هذا أوحي للرسول صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة سنة فوضع الشارع رادعا للانحراف الأخلاقي. في حين أنك تجد الإلحاد لا يزال يتخبط في تعريف الأخلاق وحدودها وفي الحريات وضوابطها لذلك ستجد بلا شك تخبط في الأفكار بين أهله والحال لا يستقر البتة أما الإسلام فإن قوانينه وتشريعاته مقبولة تماما بين المسلمين ولا مجال لرفضها أو تحويرها أو حتى المراء فيها فقد حسم الأمر منذ أكثر من 1400 سنة لذلك ستجد التسليم والامتثال لأمر الله باديا بين المسلمين ويكون الحال مستقرا داخل المجتمع وسيكون الظالم محاسبا لنفسه قبل الوقوف بين يدي القاضي، ولا يوجد اختلاف في الخطوط العريضة المتمثلة في مقاصد الشريعة الاسلامية ولا في القواعد الفقهية التي تبين هذه المقاصد كما أن علماء الدين يتفقون عليها ورغم الاختلافات البسيطة في ما نزر من الأحكام وكيفية تطبيقها إلا أنه يبقى شيء يسير ويبقى الاتفاق في الأصل ويتبين لك البون الشاسع إذا قارنته بأفكار الملحدين فستجد الهوة سحيقة لحد يحار في ما أنتجه هؤلاء من إبداع في الانحلال الأخلاقي (راجع انتكست الفطرة في جزيرة الإلحاد). قال الله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا). أما الذين يحسبون على الإسلام والإسلام بريء منهم ممن قالوا آمنا بأفواههم وكفروا بقلوبهم فجعلوا القرآن نصا في كتاب يعلوه الغبار ما استوعبوه وما فهموا أحكامه، بل جعلوه قابل للنقد والتعديل وفي الوقت ذاته يقرون أنه من عند إله لا يخطأ ولا ينسى ولا يزل فضربوا هذا بذاك حتى بان عوار مذهبهم لمن دون سن التمييز والذي سيجد مجموعة من التناقضات فهم يؤمنون أن الله يعلم ما كان وما يكون ويعلمون أنه قادر على وضع قانون شامل عام صالح لكل زمان ومكان ولكن سولت لهم أنفسهم واستكبروا وعلوا علوا كبيرا حتى قالوا على الله وافتروا ما لو علموا قبيح ما يؤول إليه الأمر لاختاروا إحدى اثنتين فإما أن يعودوا للإسلام وينفروا مما قالوه وافتروه وإما أن يعدلوا عنه حتى لا يحتسبوا من ملة الإسلام. إن المضرة التي تكبد هؤلاء حملها على ظهورهم امتدت لتنشر سمومها داخل صرح المسلمين فصوروا لغيرهم من أهل الملل والأديان الأخرى أن الإسلام دين فيه اختلاف شديد في أبجدياته وفي قواعده الأساسية رغم أن آية واحد كفيلة بالرد على هؤلاء فيكفي أن يرد عليهم بالآية التي أسلفنا ذكرها (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
إن تطبيق الإسلام ليست فكرة وليدة اليوم بل هي فكرة امتدت من القرن الأول الهجري إلى القرن الماضي وخلال ثلاثة عشر قرنا وجدنا المثال الذي ينبغي أن يحتذي به المسلمون في شتى المجالات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية وطيلة هذه القرون وبكل ما تتطلبه هذه الفترة من تغييرات وإصلاحات للقوانين الوضعية ظل الإسلام متماسكا قيما وفي الوقت ذاته ليّنا يصلح لكل وضع رغم اختلاف الأحوال وذلك بفضل القوانين والقواعد التي سبق أن تطرقنا إليها، أما اقتصاديا فالنظام الإسلامي يعطي الحل الأمثل بتحريم الربا والقيام على دولة دون رشوة وبنظام الزكاة الذي يعطي للفقير دافعا للتحرك والإنتاج ولا يضر الغني الذي أمضى الحول على ماله المغمور ... أما سياسيا فلا ذل ولا هوان في عقيدة الولاء والبراء ونصرة المظلوم واجبة سواء كان على ديننا أو غير ذلك في حين يوجب الإسلام العمل بالاتفاقيات السلمية لحل النزاعات وهذا ما ورد في سورة التوبة : (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) وقال : (إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ). أما اجتماعيا فمن الظلم أن نقارن الإلحاد بالإسلام ففي حين أن الإسلام يضبط أخلاق الفرد في غياب القانون لا يستطيع الإلحاد ضبط أخلاق الفرد في غيابه (راجع الإسلام ذلك المنهج العظيم). لهذا يقول الدكتور بشير التركي: (...أما المسلمون فبفضل العلم والايمان بهدي القرآن سيشيدوا حيث التفكير والمعتقد متنافسان ومنسجمان للوصول إلى التوازن المنشود في كل الميادين المادية والمعنوية ويحلون كل مشاكل الانسان الفردية والجماعية لضمان السلم وسلامة الوجود.) (1) فليفسر المشكك في هذا الدين فيما غاضه الإسلام وما هو سبب تذمره من أحكامه ؟؟ إن السبب الوحيد هو نفورهم من جلد الزاني وقطع يد السارق وبئس السبب الوضيع ونعم الحد العادل وينبغي الاختلاف أن يكون في الأصول لا في الفروع والأصل هنا هو هل الزنا والسرقة عمل أخلاقي ؟ فإذا افتقنا على هذه الجزئية فلا داعي للاختلاف حول الحد المشرّع ولا ينبغي أن يتهم قاض زميله بالظلم لزيادة في الحكم مع أن المسألة فيها أخذ ورد فمثل هذه الأحكام تختلف فيها وجهات النظر في الحكم وتبقى مسائل فرعية ويكون الإختلاف فيها من ناحية الأصل .
ينتقد بعض الملحدون الدين الإسلامي بدافع أنه يدعوا للخمول والرضاء بالواقع مع التكاسل والتواكل وهذا بعد أن أسبغوا على الإسلام عقيدة المرجئة بل وجميع بقية الأديان دون تمحيص أو دراسة شاملة وهذا ما يميز دراسة الملحد ! يقول ريتشارد داوكنز : (الإيمان الدينى هو أفضل مبرر للتوقف عن التفكير والتملص عن تمحيص الدلائل)
و أسرد هنا قولة الرسام الفرنسي "ألفونس إتيان دينيه" والذي إعتنق الإسلام وسمى نفسه ناصر الدين نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم كرمه: (إن كلمة الإسلام تعني الرضا بأوامر الله عز وجل أي بما لا يمكن لأي قوة إنسانية أن تحول دونه، ولكن ليس من معانيها الخضوع للأمور التي يبدو أنها يمكن أن يغير مجراها العمل والإقدام فهذه العقيدة إذن بعيدة كل البعد عن أن تكون مصدر ضعف، إنها - على العكس من ذلك- مصدر قوة نفسية لا تضارع بالنسبة للمسلم، تعينه على احتمال المحن والشدائد.)
و هنا كلام بليغ حول الإيمان بالقدر كطريق تقدم لا تراجع أو وقوف كما قال علي عزت بيجوفتش رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته في كتابه الإسلام بين الشرق والغرب : (لا يعني التسليم لله نوع من الإتكالية فكل السلالات البطولية كانوا من المؤمنين بالقدر). إن فكرة داوكنز وإن كانت مقبولة من باب تشجيعه على البحث والدراسة وتطوير العلوم فهي مرفوضة من حيث الإستدلال فإن جهل داوكنز التاريخ فنحن لا نجهله حيث أن أغلب العلماء الذين أثروا الساحة العلمية و الثقافية هم شخصيات متدينة أو كان جانب هام من دراستهم دراسة دينية، فبغض النظر عن الدين أو المجال فإن الإبداع الفكري لا حدود له وإن ضيقه شيء فيضقه الأشخاص لا الأديان. إن احتكار التفكير أمر منبوذ وكلام داوكنز وإن لم يظهر بالتصريح يدل على نسب التفكير لأهل الإلحاد على أساس أنهم تخطوا كل الحواجز والحدود وتركوا العنان لعقولهم فإن الدين يبقى مولد لضوابط يفكر على أساسها المرء ويعطي إضافة للفكر وهي التفكر. وإن عرف كلا الطرفين عجزا عن الفهم إما لقصور العقل البشري أو لعجز علمي، ولو أن كلاهما هنا سواسية، ولكن المؤمن يعتمد على سلاح إضافي وهو سلاح النقل وهو سبيل توجيه ويعطي ملامح فهم لحقيقة الحياة الدنيا وفي ما وراء الطبيعة كما أنه يثري فلسفة الوجود ويقدم إجابة كافية عن السؤال البديهي الذي يطرح من قبل الانسان : لماذا خلقت وما هو السبب وإلى أين أسير ؟ فإن كان الملحد يجيب فيقول : جئت لا أدري من أين ولكني أتيت. فإن المؤمن يدري ويعلم ذلك، كما أن الدين إذا فهم بالطريقة الصحيحة ووضعت الآيات في سياقها القويم فلا شك أن الدين حينها سيكون دافعا لمزيد العمل والجد وهذا ما أراده رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها فله بذلك أجر).
فكلا الطرفين غايتهما التبصر وبابه التفكير والأخذ بالأسباب وإن كان الأول هدفه دنيوي فقط فالثاني يضيف الأسباب الدنوية إلى الأسباب الأخروية فتندمج وتتكتل في صورة بديعة لتعطي الحافز المطلوب الذي عبر عنه الدكتور البشير التركي بقوله: (ان الاسلام دين الاعتدال والاتزان وهو ليس الاستسلام بل دين العلم والعمل والجهاد والاجتهاد فهو ثورة مستمرة وحركة لا تعرف سكونا) (2)
من خلفيتنا الإسلامية أكيد سنكون متأثرين بعظماء المفكرين والعلماء الذين أنتجهم الإسلام في ظل الدولة الإسلامية وكان هذا الإنتاج غزيرا في كل المجالات ولمس ثمرته المسلم وغير المسلم ولولا حث الدين على ذلك ما سلك طريق الوصول أحد منهم فقد قال تعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) . ففضل العلم أنه يحمله حامله إلى فهم دينه ومكنون كتابه وفقه معانيه ودلالاته وانظر معي أيها القارئ فضل العالم قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر أولو الألباب). فهل يقول عاقل أن الله تعالى يكرم العالم العامل دون أن يدعوه للعلم والعمل ؟! ما هذا إلا أضغاث أحلام أو فرية افتريت من صاحب بضاعة كاسدة. بعد أن عرضنا لمحة بسيطة عن بعض المقاصد الإسلامية والسياسة الحكيمة المنتهجة فيه أذكر مقولة مراد هوفمان: ( إذا أخذ المرء في اعتباره النجاح الذي حققه محمد صلى الله عليه وسلم في التجارة، وحكمته كقاض ومحكم، وقدرته الخطابية وبلاغته، فإن المرء سرعان ما يجد نفسه عاجزا عن تفسير كيف تسنى لهذا العربي، المحروم من التعليم الأمي، والذي ينتمي لمجتمع متخلف، أن يتمتع بكل هذه الصفات؟ .. هناك شيء غريب في هذا الأمر .. هناك شيء إلهي في هذا الأمر ) (3)
و أسرد هنا قولة الرسام الفرنسي "ألفونس إتيان دينيه" والذي إعتنق الإسلام وسمى نفسه ناصر الدين نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم كرمه: (إن كلمة الإسلام تعني الرضا بأوامر الله عز وجل أي بما لا يمكن لأي قوة إنسانية أن تحول دونه، ولكن ليس من معانيها الخضوع للأمور التي يبدو أنها يمكن أن يغير مجراها العمل والإقدام فهذه العقيدة إذن بعيدة كل البعد عن أن تكون مصدر ضعف، إنها - على العكس من ذلك- مصدر قوة نفسية لا تضارع بالنسبة للمسلم، تعينه على احتمال المحن والشدائد.)
و هنا كلام بليغ حول الإيمان بالقدر كطريق تقدم لا تراجع أو وقوف كما قال علي عزت بيجوفتش رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته في كتابه الإسلام بين الشرق والغرب : (لا يعني التسليم لله نوع من الإتكالية فكل السلالات البطولية كانوا من المؤمنين بالقدر). إن فكرة داوكنز وإن كانت مقبولة من باب تشجيعه على البحث والدراسة وتطوير العلوم فهي مرفوضة من حيث الإستدلال فإن جهل داوكنز التاريخ فنحن لا نجهله حيث أن أغلب العلماء الذين أثروا الساحة العلمية و الثقافية هم شخصيات متدينة أو كان جانب هام من دراستهم دراسة دينية، فبغض النظر عن الدين أو المجال فإن الإبداع الفكري لا حدود له وإن ضيقه شيء فيضقه الأشخاص لا الأديان. إن احتكار التفكير أمر منبوذ وكلام داوكنز وإن لم يظهر بالتصريح يدل على نسب التفكير لأهل الإلحاد على أساس أنهم تخطوا كل الحواجز والحدود وتركوا العنان لعقولهم فإن الدين يبقى مولد لضوابط يفكر على أساسها المرء ويعطي إضافة للفكر وهي التفكر. وإن عرف كلا الطرفين عجزا عن الفهم إما لقصور العقل البشري أو لعجز علمي، ولو أن كلاهما هنا سواسية، ولكن المؤمن يعتمد على سلاح إضافي وهو سلاح النقل وهو سبيل توجيه ويعطي ملامح فهم لحقيقة الحياة الدنيا وفي ما وراء الطبيعة كما أنه يثري فلسفة الوجود ويقدم إجابة كافية عن السؤال البديهي الذي يطرح من قبل الانسان : لماذا خلقت وما هو السبب وإلى أين أسير ؟ فإن كان الملحد يجيب فيقول : جئت لا أدري من أين ولكني أتيت. فإن المؤمن يدري ويعلم ذلك، كما أن الدين إذا فهم بالطريقة الصحيحة ووضعت الآيات في سياقها القويم فلا شك أن الدين حينها سيكون دافعا لمزيد العمل والجد وهذا ما أراده رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها فله بذلك أجر).
فكلا الطرفين غايتهما التبصر وبابه التفكير والأخذ بالأسباب وإن كان الأول هدفه دنيوي فقط فالثاني يضيف الأسباب الدنوية إلى الأسباب الأخروية فتندمج وتتكتل في صورة بديعة لتعطي الحافز المطلوب الذي عبر عنه الدكتور البشير التركي بقوله: (ان الاسلام دين الاعتدال والاتزان وهو ليس الاستسلام بل دين العلم والعمل والجهاد والاجتهاد فهو ثورة مستمرة وحركة لا تعرف سكونا) (2)
من خلفيتنا الإسلامية أكيد سنكون متأثرين بعظماء المفكرين والعلماء الذين أنتجهم الإسلام في ظل الدولة الإسلامية وكان هذا الإنتاج غزيرا في كل المجالات ولمس ثمرته المسلم وغير المسلم ولولا حث الدين على ذلك ما سلك طريق الوصول أحد منهم فقد قال تعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) . ففضل العلم أنه يحمله حامله إلى فهم دينه ومكنون كتابه وفقه معانيه ودلالاته وانظر معي أيها القارئ فضل العالم قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر أولو الألباب). فهل يقول عاقل أن الله تعالى يكرم العالم العامل دون أن يدعوه للعلم والعمل ؟! ما هذا إلا أضغاث أحلام أو فرية افتريت من صاحب بضاعة كاسدة. بعد أن عرضنا لمحة بسيطة عن بعض المقاصد الإسلامية والسياسة الحكيمة المنتهجة فيه أذكر مقولة مراد هوفمان: ( إذا أخذ المرء في اعتباره النجاح الذي حققه محمد صلى الله عليه وسلم في التجارة، وحكمته كقاض ومحكم، وقدرته الخطابية وبلاغته، فإن المرء سرعان ما يجد نفسه عاجزا عن تفسير كيف تسنى لهذا العربي، المحروم من التعليم الأمي، والذي ينتمي لمجتمع متخلف، أن يتمتع بكل هذه الصفات؟ .. هناك شيء غريب في هذا الأمر .. هناك شيء إلهي في هذا الأمر ) (3)
(1): كتاب الجهاد لتحرير البلاد وتشريف العباد ص96
(2): كتاب لله العلم ص36
(3): كتاب يوميات مسلم ألماني ص131
