رحلت الشيوعية، وبقي الإسلام شامخا


لمّا نشأت الشيوعية الماركسية في القرن 19، ظن الكثير أن الأبواب فتحت على مصراعيها لتحويل الدول نحو الإلحاد و تضييق مساكن الأديان وحبسها خلف أبواب موصدة توقف مدّها و تأثيرها فسخّرت جهود كارل ماركس و فريديريك أنجلز في الهيكلة الفكرية لهذا النّظام و من ثم سخّرت الجهود لنشر هذه الأفكار بين الأوساط المثقفة و تحوّلت الأفكار التي سطّرت على الأوراق نظاما
يعمل به في الواقع على يد لينين و بشكل طبيعي انتشرت هذه الشيوعية و تهيكلت مع الزمن و عدّلت على يد أكثر من قائد أو مفكّر و اتّسعت رقعة الدول الشيوعية فيكفي للمرء أن يعلم أن حدود الإتحاد السوفياتي أكثر من 22 مليون كلم مربّع و مساحة الصين تتجاوز 9 مليون كلم مربّع و بالتّالي نحن نتحدّث عن مساحات عملاقة تحتل تقريبا قارّات بطم طميمها و ما هذه إلا أمثلة و غيرها كثير. فجاءت الشيوعية بشعار المنجل و المطرقة لكن حكمت بالسيف و البندقية فتاريخ الشيوعية حافل بالمذابح و المجازر فقد عربد هذا النّظام و سعى جاهدا لنقض عرى الإسلام فحكم أراضي لم تحمر بمبادئ الشيوعية و إنّما مضرّجة بدماء الأبرياء و استبيحت ماء المسلمين و قتلوا لأنهم يقولون ربنا الله فإن غابت الإحصائيات فإن الأمر بلا شك تعدّى ملايين القتلى من أطفال و شيوخ و نساء فقرى خربت و خلت من سكّانها و مساجد هدمت على رؤوس عمّارها و مدارس إسلامية أغلقت أمام طلاّبها...أنقل من الوكيبيديا: لايؤمن الشيوعيون بدين، ومن أجل هذا يحاربون الأديان وفي سنة (1345 هـ - 1926 م) ألغيت المحاكم الشرعية في المناطق الإسلامية، وفي سنة 1946 منعت جميع الأنشطة الدينية وقبض على مليون ونصف عضو من الحركة الإسلامية، وفي سنة (1347هـ-1351هـ) وسنة (1928 م – 1932 م) بدأ الروس حملة إغلاق المساجد فأغلقوا وهدموا 10,000 مسجد، وأغلقوا 14,000 مدرسة ابتدائية إسلامية، وبدأت حركة مقاومة من سنة 1936 م إلى 1980 م وهدفها استعادة الهوية الإسلامية وخصوصاً القومية التركستانية
هل انتهى الإسلام؟ هل تركوا الإسلام إلى الإلحاد؟
إن الواقع أثبت أن دول كأفغانستان و داغستان و الشيشان و غيرها دخلها الشيوعيون و هي مسلمة و مكروا مكرا كبّارا وظنُّوا أنَّ مكرهم قد ظهر فخرجوا مدحورين مهزومين و بقيت الشعوب على إسلامها متمسّكة بالتوحيد و إن قل عدد المسلمين لا لكثرة المرتدين و إنّما لكثرة القتلي فالمسألة تتعلّق بملايين الضحايا.

انتهت الشيوعية من أرض الواقع تقريبا فجل الأنظمة عدلت عن الفكر الشيوعي و لم تبقى إلا ذكرياتها المرة و نسيانها مسألة وقت و انقلب السحر على الساحر فمهد الشيوعية (روسيا)، الإسلام اليوم يمثّل 20 بالمائة من عدد سكّانها حتى أنّه يمثّل أكبر أقلّية دينية فزادت مخاوف الملاحدة من أسلمت روسيا و الحل طبعا مفقود فلا القتل ينفع ولا الأسر يجدي، فقد جرّب الأمر و خاب المسعى فالإسلام يسكن العقول و يأسر الأرواح فهو يحمل حديث الحجّة و المنطق و يسمو بالروح و الشعوب.
فسبحان الله هذا حال من عادى الإسلام فحاربه سنين طويلة و اليوم الإحصائيات تدل أنّ روسيا سيسودها الإسلام خلال 50 سنة على أقصى تقدير و صدق الله إذ قال: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
و آية من آيات الله الدالة على صدق الرسالة أن هذا الدّين خلاف أي أمر آخر فكلّما حورب زادت قوّته و مهما هزل أتباعه فيبقى قويا عصيّا على الكافرين و قد قال النّبي صلّى اله عليه و سلّم: ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل و النهار و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل يعز بعز الله في الإسلام و يذل به في الكفر.