السيف بين النصرانية و الإسلام



صدع النصارى رؤوسنا و هم يتهموننا جزافا بأن ديننا فيه من العدوانية بما كان فيذكرون آيات الجهاد و يعددون الغزوات و يذكرون أنهم دين محبّة و المسيح عليه السلام لم يقتل أحدا و الرد عليهم يسير هيّن و الله المستعان:

أولا حديثهم بلا معنى فيكفي أن نذكر أن كلمة السيف تكرّرت في الإنجيل عشرات المرّات في حين لم تذكر في الإسلام مرّة و هذه بعض منها:
انجيل لوقا 22: 37 ... فقال لهم: لكن الآن من له كيس فليأخذ و مزود كذلك و من ليس له فليبِع ثوبه و يشترِ سيفا
في سفر حزقيال 9: 6 و اضرِبوا لا تشفق أعينكم و لا تعفوا. الشّيخ والشّابّ والعذراء و الطّفل والنّساء. اقتلوا للهلاك
انجيل متى 10 :34-35 لا تظنوا أنى جئت لألقى سلاما على الأرض . ما جئت لألقى سلاما بل سيفا .فاني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماها
وفي سفر إشعيا 13 : 16 يقول الرب: وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم 

فدين المحبة يدعوا للقتل و التنكيل و التفرقة؟؟؟؟ يعني يعاب علينا الدعوة لجهاد الطلب و لا يعيبون مثل هذه النصوص الدموية و التي لا يمكن بحال أن يكون مصدرها إلاهي..فجهاد المسلمين فيه من الضوابط الكثيــــــــــر لكن أين هذه الضوابط عند النصارى؟؟؟

ثانيا هل الحرب في كل معانيها شر؟؟؟ أكيد لا فمن الحروب خير. إذ كل أمر يقاس على الهدف و حسن إستخدام الوسيلة.. فالحرب خيار من جملة الخيارات المتاحة لبلوغ أهداف سامية لكن لا تكون هذه الأهداف على حساب دماء بشرية بشكل مريــــــــع كما حرّض النص الإنجيلي
أما الإسلام فأولا خيار الحرب يكون في المرتبة الثالثة و يكون في ساحة محايدة حيث لا تقتل إمرأة و لا طفل و لا شيخ و لا كاهن و لا يهدم بيت أو معبد و لا يقتل كاهن و لا ينكل بالقتيل... فهذه قوانين مسيّرة للغزو في الإسلام أما في النصرانية فكل شيء مباح و قد سبق و ذكرت النّص و الذي يثبت ما أقول: انجيل متى 10 :34-35 لا تظنوا أنى جئت لألقى سلاما على الأرض . ما جئت لألقى سلاما بل سيفا..و أيضا و في سفر يشوع 6: و أحرقوا المدينة بِالنّار مع كلّ ما بِها..فيتجاوز الأمر القتل إلى حد الإفساد و الفساد..و هل من هذا التشريع يعيب الناس على غيرهم؟؟؟

ثالثا قد يقول نصراني أن النبي صلى الله عليه لم غزى خلاف المسيح؟ و أقول غزى النبي صلى الله عليه و سلم فذاك إظهار للحق و نصرة لدين و نشر لتوحيد و إن لم يغزو المسيح بنفسه فقد غزى بتشريعه و الأمر سيان
فقط الظروف إختلفت فالنبي صلى الله عليه و سلم أنشأ دولة و جمع أتباعا كثر و لم يغزو قصد إرغام الناس على دخول الدين بل لسماح بنشر الدين و عدم التضييق على المعتنقين الجدد للإسلام... لكن الظروف كانت مخالفة للمسيح عليه السلام فما أسّس دولة و كان أتباعه قليل فلم يقتل و لكن قتل

رابعا إن الغزوات الإسلامية بإلتزام الضوابط الشرعية المسبق عرضها كانت تبلغ الأهداف و كانت بمعزل عن شبهة الدموية و الوحشية و لكن تشريع المحبة كما يدّعي النصارى أنتج خلاف ذلك و التاريخ أكبر شاهد و هذه بعض الأمثلة:
في القرنين 16 و 17 قامت حرب بين الكاثوليك و البروتيستانت أبيد فيها تقريبا نصف سكان أوروبا و هو ما يعادل 10 مليون نسمة 
قتل 120 مليون من الهنود الحمر بإسم المسيح
..
..
و هكذا تبين الفرق بين غزواتنا و غزوات النصارى فبأي منطق ينتقدون؟؟؟

خامسا التشديد في لغة الخطاب في آيات الجهاد دفعا إلى الإستبسال و الصمود لا دفعا للقتل و التنكيل بشر الطرق أو الإجبار على دخول الإسلام فقد قال تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم..لكن الفرق كبيـــــــر مع الطرح النصراني و وحشية غير عادية و هذه عيّنات:
في سفر القضاة 21: 10-11 واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف مع النساء والأطفال وهذا ما تعملونه تحرمون كل ذكر وكل امرأة عرفت اضطجاع ذكر ولا تقربوا من إنسان عليه السّمة وابتدئوا من مقدسي..فهل الكتاب المقدس يأمر بقتل الأطفال و النساء فما رأي النصارى؟؟؟
وفي سفر إرمياء 10:48 ملعون من يمنع سيفه عن الدم....إله يلعن من لم يحمل السيف؟؟؟؟
في انجيل لوقا 19: 27 ... أمّا أعدائي أولئك الذين لم يرِيدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدّامي...فهل سيكون الذبح بالمحبة؟؟؟؟
سفر هوشع 13 : 16 يقول الرب : تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق
أمر بشق بطون الحوامل و تحطيم اطفالهم و لكم التعليق 
فالدين نوع من التقنين و هو ما نسميه التشريع فإذا غاب التشريع الذي يحدد المباح عن غير المباح فنحن أمام ضعف تشريعي و نقص 
لكن الأدهى و الأمر أن المباح غير منطقي أن يصدر عن إله المحبة كما يقولون و نحن هنا أمام فرضيتان لا ثالث لهما
إما انه قال ذاك و هو إذا لا رحمة له
و إما انه لم يقل و الإنجيل محرف
فيا نصراني خيرناك فاختار

ختاما الكلام مزال يطول في المسألة لكن سأقتصر على ماذكرته و أضع روابط لمقالين لدموية الإلحادية و التي فاقت التصور حتى لا يتكلم أدعياء أن الدين في المطلق مصدر الشر



هذا و ما كان من توفيق فمن الله و حده و ما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمني و من الشيطان


مع تحيات صفحة ؛ الرد الصارخ على الشبهات